شركة كارجيل أعلى شركة زراعية دخلا في العالم وصفت بأنها سرية وفطرية ومشبوهة، كيف ذلك

الجرار

الجرار من المهم جدا أن نقدم شكرا عظيما لهذه الآلة التي تمثل العمود الفقري للمزرعة، في هذه المقالة من كركشم الزراعية

سوف نتعرف على الجرار الزراعي وكيف تطور عبر السنين لتكون ذاتي القيادة والمراحل المثيرة التي مرت بها عبر

التاريخ نحن نتكلم في مدة حوالي 150 سنة، إذا نظرنا إلى موائد الطعام الخاصة بنا نجد أنها مكونة من مجموعة من

الخضروات والفواكه واللحوم ربما نجد صحن العصيدة تزين موائد الطعام في السودان، سفر الكبسة في المملكة العربية

السعودية، أطباق من الفول المصري والفلافل والملوخية في جمهورية مصر، وربما بعض الأكلات الخاصة بمنطقة القرن

الأفريقي والخليج، نفس الأمر كذلك للحيوانات تتمثل في الأعلاف، جميعها تشترك في المكونات الأساسية أما خضر او فاكهة

او اعلاف او لحوم بمختلف انواعها و تتفق في أنها أنتجت في المزرعة، المزرعة تمر بالعديد من العمليات الأساسية من

إعداد وتجهيز وتنظيف ومراقبة ورعاية هذه المكونات الأساسية لأطباق موائدنا اليومية مع الاختلاف في طريقة الإعداد لكل

مكون على حدة، عند انتاج اي فاكهة او خضروات او اعلاف للحيوان في القرن الواحد والعشرين لابد من أن تدخل الجرار

الزراعي في احد العمليات الحقلية، ربما في المراحل الأولية لإعداد الأرض او المراحل التي تليها مثل التسوية الزراعة او

ربما مرحلة الحصاد وما بعد الحصاد تتمثل في نقل المنتجات بواسطة مقطورات تجرها الجرارات، استمر البشر في ممارسة

الزراعة منذ آلاف السنين لتأمين احتياجاته الغذائية حيث كانوا يعتمدون بصفة اساسية على قوة الانسان والحيوانات لمساعدتهم

في العمليات الزراعية المختلفة من أهم الحيوانات التي كانوا يستخدمونها البقر والخيول والبغال وغيرها من الحيوانات الاخرى.

أصل التسمية

كلمة جرار (Tractor) مأخوذة من الكلمة اللاتينية "trahere" والتي تعني السحب او الانجليزية (Traction) والتي تعني

الجر، تأتي أقدم الاستخدامات المسجلة لكلمة الجرار من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما تم تطوير المحركات

والمركبات المصممة لسحب معدات الزراعة والعربات، التي كانت يشار إليها في البداية باسم محركات الجر إلى أن أصبح حاليا باسم الجرار.

محركات البخار في الحقول

بعدما تم اكتشاف محركات البخار واستخدم في العديد من المجالات مثل تحريك القطارات علاوة على ذلك استخدم في تصنيع

محركات يساعد الإنسان في الأعمال الحقلية، أول محرك بخاري ثابت تم تصميمه كان من اختراع ريتشارد تريفيثيك وهو

محرك بخاري شبه محمول أطلق عليه اسم محرك الحظيرة في عام 1812م، وقد تم استخدامه لقيادة آلة لدرس الذرة. إلى أن

تم اختراع المحرك المحمول في 1893 على يد ويليام توكسفورد من بوسطن، حيث اشترى بعض المزارعين هذه المحركات

البخارية المحمولة لتشغيل معدات مثل المناشير الدائرية وآلات الدرس لفصل الحبوب وتنظيفها في منتصف القرن التاسع

عشر، هذه المحركات جعلت العمل الزراعي أقل اعتمادا على الإنسان والحيوان إلا أن تكلفتها العالية تعني أن قلة قليلة فقط

من الناس من يستطيع تحمل تكلفتها، وهي خطرة جدا بمجرد أن يتطاير منها شرارة من النار يحدث حريق في الحقل.

اختراع أول جرار يعمل بالبنزين

اخترعه جون فروليش عام 1890 في مقاطعة كلايتون ، بولاية أيوا ، في الولايات المتحدة حيث عمل مع حداد جنبا إلى جنب

لتركيب محرك بنزين مكون من اسطوانة واحدة على ترس تشغيل المحرك البخاري، هذا الجرار استطاع أن يقطع بأمان 3

ميل في الساعة على الرغم من انه بدائي جدا، من خلال هذا الجرار استطاع فروليش و طاقمه من المشاركة في جولة

الحصاد السنوية كانت النتائج ناجحة جدا، كان معدل استهلاك الوقود لدراسة 1000 بوشل من الحبوب في اليوم الواحد حوالي

 26 جالون فقط، بعد أن حصل فروليش على براءة الاختراع أسس فروليش مع بعض رجال الأعمال شركة Waterloo Gasoline Engine

عمل فروليش مديرا تنفيذيا لهذه الشركة قامت باستثمار جميع أصوله فيها، مع ذلك فشل المشروع بعد أن شرعوا في انتاج

اربعة نماذج أولية من الجرارات بعد ذلك تغيرت توجهات الشركة مما اضطر فروليش من تقديم استقالته وبحلول 1895

توقف الشركة عن العمل.

بعد ذلك تواصلت عمليات التطوير بصورة قياسية في أمريكا وبريطانيا من خلال اضافة وتركيب العديد من الوحدات أو

تعديل بعض منها منها ليكون مناسبا للأعمال الزراعية مع اخذ في الاعتبار تقليل حجم وزيادة قوة الجرار مع تقليل تكلفة

إنتاجه مقابل الكفاءة العالية إلى أن وصلنا المرحلة الفاصلة باضافة نقاط الشبك الثلاثية و عمود الإدارة الخلفي واستخدام طاقته

في العمليات الزراعية.

اقرا ايضا:

عنبر الحوت - صيادين يمنين حصلوا على ثروة طائلة، فيه مادة استخدمتها الحضارات العربية

عشب الملاعب - كل ما يجب عليك ان تعرفها ولماذا اختلف فيها جوارديولا ومورينيهو

النقلة النوعية للجرار

نقاط الشبك الثلاثية و عمود الإدارة الخلفي

كانت المحاريث ومعدات الحرث الأخرى متصلة بالجرار عبر قضيب جر حتى أربعينيات القرن الماضي، حرص المطورون

على إيجاد طريقة تنقل الطاقة التي ينتجها المحرك إلى الأدوات والمعدات للقيام بالعمل الفعلي المخصص للمعدات سواء كانت

في تشغيل محاريث او ادوات حصاد وغيرها، وتوصلوا أنه من الممكن تحقيق ذلك عبر قضيب جر او نظام شبك عبره يتم

سحب المعدة من خلال قوة المحرك اما عن طريق نقاط الشبك الثلاثية او عمود الادارة الخلفي او مزيجا بين النظامين.

نقاط الشبك الثلاثية

طوره الايرلندي هاري فيرجسون على أثره حصل على براءة اختراع في بريطانيا العظمى 1926 وبهذا الاختراع أحدثت

ثورة في طريقة ربط الأدوات مع الجرار، تصور هاري فيرغسون على المزايا العديدة التي يمكن اكتسابها من خلال إنشاء

نظام اتصال متكامل وقوي بين الجرار والمحراث، سرعان ما قام بتجريب تقنية الربط هذه، وعلى نفس الوتيرة أصبح نظام

فيرغسون (نظام نقاط الشبك الثلاثية) الخاص به لربط الأدوات المصممة خصيصا لهذه الاغراض بدأ النظام الى الصعود إلى

اصبح احد اهم الاختراعات التي أضيفت إلى الجرارات عبر التاريخ

واصل فيرغسون تحسين نظامه ودخل في العديد من الشراكات مع شركات كبرى مثل شركة ديفيد براون تراكتورز المحدودة

البريطانية وكذلك شركة فورد الامريكية التي تعدت على اختراعه مما رفع فيرغسون دعوى قضائية وكسبها بتسوية قضائية

قدرها 9.25 مليون دولار، وأسس علامته التجارية إلى أن إندمجت شركة ماسي وهاريس في أواخر حياته لتكون شركة

ماسي فيرغسون، بمجرد أن انتهت صلاحية براءات اختراعه دخل المنافسين في تسويق إصدار الجرارات التي يصنعونها و

التي تحمل اختراع فيرغسون أو ما يعرف بنقاط الشبك الثلاثية، على نفس المنوال أصبح النظام الذي طوره فيرغسون هو

الأساس في صناعة الجرارات إلى يومنا هذا.

عمود الإدارة الخلفي

ظهرت هذه الوحدة من بشكل بدائي في عام 1878م وتم تطوير العديد من النسخ المحلية مدى عشرات السنين، وأول شركة

تصنع جرار به عمود الإدارة الخلفي هي شركة International Harvester Company اختصارا (IHC) في عام 1918

كما انها اول شركة تقدم جرارا بنظام عمود الادارة الخلفي لاختبار نبراسكا للجرارات وهذا الامر اعطتها الافضلية في

عشرينيات القرن الماضي عن بقية منافسيها. هذه الوحدة تعمل على ادارة الآلات الزراعية أثناء جرها في العمليات الحقلية

مثل المحشات او مضخات المياه، والعديد من الآلات الاخرى، ويوجد عمود الادارة الخلفي في مؤخرة الجرار و يأخذ حركته

من صندوق التروس ويمكن وصل أو فصل الحركة عن عمود الادارة الخلفي عن طـــريق القابض، ويتم ذلك والسائق في

مقعد القيادة. ويدور عمود الإدارة الخلفي بسرعة دوران ثابتة أما 540 لفه/د أو 1000 لفه/د.

الجهاز الهيدروليكي 

يعد الجهاز الهيدروليكي أحد أهم الإضافات و التحسينات التي أحدثت نقلة نوعية في تطور الجرارات عبر التاريخ إذ أن

الجهاز الهيدروليكي يولد قوة تعرف بالقوة الهيدروليكية هذه القوة قوية جدا تستخدم للتحكم وتشغيل العديد من الآلات الزراعية

التي يتم تركيبها في خلف الجرار منها المقطورة أو المعلقة عن طريق التحكم في عمق والمقاومة التي تقع على الآلات

الزراعية، يستمد هذا الجهاز قوتها عن طريق الزيت الذي يعمل كوسيط ناقل للقدرة بين المصدر ومكان استعمال هذه القوة،

بحيث يتم تشغيل الآلات الزراعية عن بعد، وهنا نقصد اي اله يركب عليها اسطوانة هيدروليكية لتشغيلها من خلال توصيل

الاسطوانة عن طريق خراطيم الزيت الهيدروليكي يتم توصيله أما في مؤخرة أو مقدمة الجرار.

النقلة النوعية للجرار باستخدام التكنولوجيا

هل تتذكرون في بداية المقال عندما تكلمنا عن بداية استخدام المحرك البخاري المصمم من قبل ريتشارد تريفيثيك  في

المزرعة مرورا باستخدام المحرك البخاري المحمول الذي صممه وليام توكسفورد، نتيجة لذلك عملوا المطورون على تقليل

الحجم وزيادة كفاءة الجرار بإدخال التحسينات وغيرها إلى أن تم ادخال نقاط الشبك الثلاثية ونظام عمود الادارة الخلفي

والجهاز الهيدروليكي، بعد ذلك واصلت الابتكارات والتغيرات إلى أن وصلنا إلى المرحلة التي أطلق فيها أول جرار ذاتي في

2012 م من قبل شركة Autonomous Tractor Company في حين أن السيارات ذاتية القيادة لم تصل شوارع المدن بعد

فقط كانت حبيسة التطوير في مصانع شركات السيارات العملاقة، هذا الجرار الزراعي مع تقنية القيادة الذاتية تجعل من

المنطقي اتمتة اكثر العمليات الزراعية و بالتالي يوفر الوقت والمال، استخدمت تقنية GPS في برمجة الجرار لتوجيه نفسها،

بالتالي أتاح للمزارعين التركيز على المهام ذات القيمة الأعلى بدلا من التركيز على التوجيه فقط، هذه التقنية تعمل على

ضمان زرع البذور بدقة فائقة جدا خلف الجرار، كما انها تعمل على ضمان غرس الطول المناسب للمحراث.

الجرار ذاتي القيادة 

يمثل أي مركبة زراعية مستقلة يمكنها إدارة السرعة التوجيه لأداء العمليات الزراعية المختلفة في منظومة متكاملة تتكون من

نظام GPS والليزر والكاميرات والمجسات والعديد من الوحدات المساعدة الاخرى، وسميت ذاتي القيادة لأنها يمكن أن تعمل

بشكل مستقل دون الحاجة إلى سائق لتشغيلها كما في الجرارات التقليدية.

إلى هنا انا خلصت المقال وقبل أن تنتهي نأمل أن تضع لنا رأيك في التعليقات لإثراء المعرفة حول الجرار الزراعي.